- هاجَ لَكَ الشَوقُ مِن رَيحانَةِ الَطَرَبا ** إِذ فارَقَتكَ وَأَمسَت دارُها غَرَبا
- إِنّي عَلى رَغمِ الوشاةِ لَقائِلٌ ** سَقى الجارَتينِ العارِضُ المتهَلِّلُ
- وَقَد نَشَأَت في القَلبِ مِنكُم مَوَدَّةٌ ** كَما نَشَأَت في الراحَتَينِ الأَصابِعُ
- متى تجمع القلبَ الذّكيّ وصارماً ** وأنفاً حميّاً تجتنبكَ المظالِمُ
- بناها ذوو الأحسابِ والدينِ والتُّقى ** وأحسنُ أخلاقِ الرجالِ جَمالُها
- وحورٍ قد خززتُ لهنَّ طرفي ** لذيذاتِ المودَّةِ والعناقِ
- طربتَ وعنّاك الهوى والتَّطرُّبُ ** وعادتكُ أحزانٌ تشوقُ وتنصبُ
- ربيبةُ خدرٍ لم تكشَّفْ سجوفهُ ** وفارةُ مسكٍ آخرَ اللَّيلِ تارجُ
- أليِوْمَ يُجْزَونَ بِأَعْمَالِهِمْ ** كلُّ امرىءٍ يَحْصُدُ ما قد زَرَعْ
- شرح معلقة : لبيد بن ربيعة
- معلقة : الحارث بن حلزة اليشكري
- أَتَهجُرُ أَم لا اليَومَ مَن أَنتَ عاشَقُهْ ** وَمَن أَنتَ مُشتاقٌ إِلَيهِ وَشائِقُهْ
- صحا القلبُ عن ذكرهِ تكتمَا ** وكان رهيناً بها مغرمَا
- يضيءُ لها البيتُ الظليلُ خصاصُه ** إذا هي ليلاً حاولتْ أن تبسمَا
- نأتكَ أمامةُ نأياً طويلا ** وحملكَ الحبُّ وقراً ثقيلا
- أصحوتَ اليومَ أم شاقتكَ هر ** ومن الحبِّ جنونٌ مستعرْ
- كَم مِن عَليلٍ قَد تَخَطّاهُ الرّدى ** فَنَجا وَماتَ طَبيبُهُ وَالعُوَّدُ
- سَأَصبِرُ حَتّى يَعلَمَ الصَبرُ أَنَّني ** أَخوهُ الَّذي تُطوى عَلَيهِ جَوانِحُهْ
- عُيونُ المَها بَينَ الرُصافَةِ وَالجِسرِ ** جَلَبنَ الهَوى مِن حَيثُ أَدري وَلا أَدري
- من وصايا الملوك : وصية حمير بن سبأ
- إني امرؤٌ لم يخن ودي مكاذبةٌ ** ولا الغنى حفظَ أهلِ الودِّ ينسيني
- قالَ العواذلُ قد حاربتَ في فننٍ ** منَ الصبا وشباب الغصنِ ريعانا
- من يفعل الخيرَ لا يعدمْ جوازيهُ ** لا يذهبُ العرفُ بينَ اللهِ والناسِ
- أَفاطِمَ لو شَهِدْتِ ببَطْنِ خَبْتٍ ,, وقد لاقَى الهِزَبْرُ أَخاكِ بِشْرا
- فَتىً يَنْهَلُ الحاجاتِ ثُمَّ يَعُلُّها ** فيُطلِعُها عَنْهُ ثَنايا المَصادِرِ
- ترى النّاسَ ما سرنا يسيرونَ خلفنا ** وإن نحنُ أومأنا إلى الناسِ وقَّفوا
- وَجَهلٍ بِحِلمٍ قَد دَفَعنا جُنونَهُ ** وَما كانَ لَولا حِلمُنا يَتَزَحلَفُ
- يقولون: لا تُبْعَدْ، وهُم يدفِنونني ** وأيْنَ مَكانُ البُعْدِ إلاّ مَكانِيا
- قد يُدْرِكُ المُتَأَنِّي بَعْضَ حاجَتِهِ ** وقَدْ يكونُ مع المُسْتَعْجِلِ الزَّلَلَ
- وَإنْ لم يَكُنْ إلاّ الأسنّةُ مَركبٌ ** فلا رأيَ للمَحْمولِ إلا رُكوبُها
- وَفي الحَيِّ غَرَّاءُ الجَبينِ كأنَّها ** غَمَامَةُ صَيْفٍ مُسْتَهلٌّ صَبِيرُها
- أَصُدُّ حَياءً أنء يَلَجَّ بيَ الهَوَى ** وفِيكَ المُنَى لَوْلاَ عَدوٌّ أُحَاذِرُهْ
- بَعيدَةُ ما بَينَ المُحِبّينَ وَالجَوى ** وَمَجموعَةٌ غيدُ اللَيالي وَغيدُها
- يَتَبَسَّمنَ عَن شَتيتٍ أَراهُ ** أُقحُواناً مُفَصَّلاً أَو فَريدا
- بِدايَةَ الأَمرِ في عِشقي وَنَشأَتِهِ ** ظِباءَ طيبَةٍ حَيثُ الحُسنَ غايَتُهُ
- بَلَغْنَا السّما مَجْداً وَجُوداً وَسُودَداً ** وإنّا لَنَرْجو، فَوْقَ ذَلِكَ، مَظهرا
- أقلوا عليهم لا أبا لأبيكمُ ** من اللومِ أو سدُّوا المكانَ الذي سدوا
- فَقَد صادَت فُؤادَكَ يَومَ أَبدَت ** أَسيلاً خَدَّها صَلتاً وَجيدا
- أَفي كُلِّ يَومٍ حَبَّةُ القَلبِ تُقرَعُ ** وَعَيني لِبَينٍ مِن ذَوي الوُدِّ تَدمَعُ
- أَمَنزِلَتي سَلمى عَلى القِدَمِ اسلما ** فَقَد هِجتُما لِلشَّوقِ قَلباً مُتَيَّما
- وَقَد ثَبَتَت في الصَدرِ مِنها مَوَدَّةٌ ** كَما ثَبَتَت في الراحَتَينِ الأَصابِعُ
- وصية الحارث بن كعب
- وصية أدد بن مالك
- أود بن مالك + مراد بن سعد
- وخيلٍ جعلناها دخيلَ كرامةٍ ** عقاداً ليوم الحربِ تحفى وتغبقُ
- علقتُ الهوى منها وليداً فلم يزلْ ** إلى اليومِ ينمي حبُّها ويزيدُ
- كأنْ لم يكنْ نايٌ إذا كان بعدهُ ** تلاقٍ ولكنْ لا إخالُ تلاقيا
- عَجْزَاءُ مَمْكُورَةٌ، خُمْصَانةٌ، قَلِقٌ ** منها الوِشَاحُ وَتَمّ الجِسْمُ وَالقَصَبُ
- ألا إنَّ هنداً أمسِ رثَّ جديدُها ** وضنّتْ وما كانَ المَتاعُ يؤودُها
- أفاطمَ قبلَ بينكِ متّعيني ** ومنعُكِ كما سألْتُ كأنْ تبيني
- وَلَمّا رَأَيتُ الخَيلَ قُبلاً كَأَنَّها ** جَرادٌ يُباري وِجهَةَ الريحِ مُغتَدي
- أَبى اللَّهُ لي وَالسُؤدَدانِ بِأَن أُرى ** بِأَرضٍ بِها تَعدو الكِلابُ عَلى الأُسدِ
- فَلَستُ بِبِدعٍ في الكِرامِ وَهَذِهِ ** سَبيلُ ذَوي الإَفضالِ وَالبَأسِ وَالنَدى
- وَحَديثَها الحَسَنُ الجَميلُ وَعَقلَها ** ذاكَ الأَصيلُ إِذا أَرَدتَ مِحالَها
- مَن ضَيَّعَ السٍرَّ يَوماً أَو أَشادَ بِهِ ** فَقَد مَنَعتُ مِن الواشينَ أَسراري
- فقلنا: هي النهبَى وحلً حرامُها ** وكانتْ حمًى ما قبلنا فنبيحُها
- رَمَتنِي بناتُ الدهرِ من حيثُ لا أرى ** فكيفَ بمنْ يُرمى وليس برامِ
- أودى الشبابُ حميداً ذو التعاجيبِ ** أودى وذلك شأوٌ غيرُ مطلوبِ
- يَا أَيّها الجَاني على قَوْمِهِ ** جِنَايَةً لَيْسَ لَها بالمُطِيقْ
- أَغَرَّ كَنَصْلِ السّيْفِ يَهْتَزّ للنّدى ** إذا لم يَجِدْ عِنْدَ امْرِىء السَّوْءِ مَطْمعا
- ما أَرسَلَت قَوسُ الحَواجِبِ أَسهُماً ** مِن لَحظِهِ إِلّا أَصابَت مَقتَلا
- حليفُ الندَى يدعُو الندَى فيجيبهُ ** قريباً ويدعوهُ الندَى فيجيبُ
- فإن تكُ نبلُها طاشَتْ ونبلِيْ ** فقدْ نَرَمي بها حقَباً صِيابا
- ألا طرقتْ أسماءُ منْ غيرِ مطرقِ ** وأنِّى إذا حلتْ بنجرانَ نلتقي
- يا هلْ ترى البرقَ بتُّ أرقبُهُ ** في مكفهرٍّ نشاصُهُ قردِ
- أمنْ آلِ سلمى ذا الخيالُ المؤرِّقُ ** وقد يمقُ الطَّيفَ الطَّروبُ المشوَّقُ
- إذ تستبيكَ بذي غروبٍ واضحٍ ** عذبٍ مقبَّلهُ لذيذِ المطعمِ
- بكرتْ تخوِّفني الحتوفَ كأنَّني ** أصبحتُ عن عرضِ الحتوفِ بمعزلِ
- نأتكَ رقاشِ إلاّ عن لمامِ ** وأمْسى حبلُها خلقَ الرِّمامِ
- والخيلُ تعثرُ بالقنا في جاحمٍ ** تهفُو بهِ ويجلنَ كلَّ مجالِ
- وَكُلُّ خَلِيلٍ، غَيْرَها، ضمّ نَفْسَهُ ** لِوَصْلِ خَليلٍ، صَارِمٌ أَوْ مَعَارِزُ
- بَانَ الشَّبَابُ وَأَفْنَى ضُعْفَهُ العُمُرُ ** للَّهِ دَرُّكَ أَيَّ العَيْشِ تَنْتَظِرُ
- طَافَ الخَيالُ بِنَا رَكْباً يَمَانِينا ** وَدُونَ ليلى عَوادٍ لو تُعَدّينا
- سائلوا عنا الذي يعرفنا ** بقوانا يومَ تحلاقِ اللممْ
- إن الخليطَ أجدَّ البينَ فانفرقا ** وعلقَ القلبُ من أسماءَ ما عل
- أحقٌّ ما رأيتَ أمِ احتلامُ ** أمِ الأهوالُ إذ صحبي نيامُ
- سمعتْ بنا قيلَ الوشاةِ فأصبحتْ ** صرمتْ حِبالكَ في الخليطِ المشئمِ
- وكنتَ إذا هشَّتْ يداكَ إلى العلى ** صنعتَ فلمْ يصنعْ كصنعكَ صانِعُ
- أُقيمُ بدارِ الحزمَ ما دامَ حزمُها ** وأحرِ إذا حالتْ بأنْ أتحوّلا
- نواعمُ ما يضحكنَ إلاّ تبسّماً ** إلى اللَّهوِ قد مالتْ بهنَّ السَّوالفُ
- أيَّتها النَّفسُ أجمِلي جزعا ** إنَّ الذي تحذرينَ قد وقعا
- أُحِبُّكَ يا شَمسَ الزَمانِ وَبَدرَهُ ** وَإِن لامَني فيكَ السُهى وَالفَراقِدُ
- إِنَّ الَّتي سَفَكَت دَمي بِجُفونِها ** لَم تَدرِ أَنَّ دَمي الَّذي تَتَقَلَّدُ
- وَمِن نَكَدِ الدُنيا عَلى الحُرِّ أَن يَرى ** عَدُوّاً لَهُ ما مِن صَداقَتِهِ بُدُّ
- وَأَصبَحَ شِعري مِنهُما في مَكانِهِ ** وَفي عُنُقِ الحَسناءِ يُستَحسَنُ العِقدُ
- صَحا القَلبُ عَن سَلمى وَأَقصَرَ باطِلُه ** وَعُرِّيَ أَفراسُ الصِبا وَرَواحِلُه
- وكذاكَ الحُبُّ ما أَشْجَعَهُ ** يَرْكَبُ الهَوْلَ ويَعْصِي مَنْ وَزَعْ
- وَعَيَّرَها الواشونَ أَنّي أُحِبُّها ** وَتِلكَ شَكاةُ ظاهِرٌ عَنكَ عارُها
- أَلا زَعَمَت أَسماءُ أَن لا أُحِبُّها ** فَقُلتُ بَلى لَولا يُنازِعُني شُغلي
- رَبايبُ أَموالٍ تِلادٍ وَمَنصِبٌ ** من الحَسَبِ المَرفوعِ غير المقَصَّرِ
- فَيا نَفسُ مالاقَيتِ مِن لاعِجِ الهَوى ** وَياقَلبُ ماجَرَّت عَلَيكَ النَواظِرُ
- وَمِن مَذهَبي حُبُّ الدِيارِ لِأَهلِها ** وَلِلناسِ فيما يَعشَقونَ مَذاهِبُ
- وَأَشرَفُ الناسِ أَهلُ الحُبِّ مَنزِلَةٍ ** وَأَشرَفُ الحُبِّ ماعَفَّت سَرائِرُهُ
- أَراكَ عَصِيَّ الدَمعِ شيمَتُكَ الصَبرُ ** أَما لِلهَوى نَهيٌ عَلَيكَ وَلا أَمرُ
- نأتكَ سُلَيمى دارَها لا تَزورُها ** وَشَطَّ بها عَنكَ النَوى وَأَميرُها
- إِذا عَرَضَت أَحداجُ سَلمى فَنادِها ** سَقَتكِ غَوادي المُزنِ صَوبَ عِهادِها
- نهيمُ بهندٍ منْ وراءِ تهامةٍ ** ووادي القُرى بيني وبينكَ منصفُ
- إنّي أَتَتني لِسانٌ مَا أُسَرُّ بها ** من عُلوَ لا عَجَبق فِيهَا ولا سَخَرُ
- وَدِّع هُرَيرَةَ إِنَّ الرَكبَ مُرتَحِلُ ** وَهَل تُطيقُ وَداعاً أَيُّها الرَجُلُ
- تَصابَيتَ أَم بانَت بِعَقلِكَ زَينَبُ ** وَقَد جَعَلَ الوُدُّ الَّذي كانَ يَذهَبُ
- كَفى بِالَّذي تولينَهُ لَو تَجَنَّبا ** شِفاءً لِسُقمٍ بَعدَما عادَ أَشيَبا
- هي الأعين النُّجْل التي كنتَ تشتكي ** مواقِعَها في القلب والرأسُ أسودُ
- كلَّفني القلبُ فلمْ أجهلِ ** عهدَ الصِّبا في السَّالفِ الأوَّلِ
- إنّي لَسائِلُ كُلِّ ذي طِبِّ ** ماذا دواءُ صَبابةِ الصبِّ
- سألتُ فلمْ تكلِّمني الرُّسومُ ** فظلتُ كأنَّني فيها سقيمُ
- بمحبسنا الكتائبِ إنَّ قومي ** لهمْ زندٌ غداةَ النَّاسِ وارِي
- نهيمُ إلى نعمٍ فلا الشَّملُ جامعٌ ** ولا الحبلُ موصولٌ ولا القلبٌ مقصرُ
- أسيلاتُ أبدانٍ دقاقٌ خصورُها ** وثيراتُ ما التفّتْ عليهِ الملاحفُ
- أتنسَى لطولِ العهدِ أمْ أنتَ ذاكرٌ ** خليلكَ ذا الوصلِ الكريمِ شمائلهْ
- هو العسلُ الماذيُّ حِلْماً ونائلاً ** وليثٌ إذا يَلقَي العدوَّ غَضُوبُ
- جودِي لمحزونٍ ذهبتِ بعقلِهِ ** لم يقضِ منكِ بشيرَةُ الأوطارا
- لنعمٍ إذ تعاودهُ هيامٌ ** به أعيا على الحاوي الطّبيبِ
- لَولا العُيونُ وَتُفّاحُ الخُدودِ إِذاً ** ما كانَ يَحسُدُ أَعمى مَن لَهُ بَصَرُ
- وَدِّع فُؤادَكَ تَوديعَ الفِراقِ فَما ** أَراهُ مِن سَفَرِ التَوديعِ مُنصَرِفا
- ما أَقبَلَت أَوجُهُ اللَذّاتِ سافِرَةً ** مُذ أَدبَرَت بِاللِوى أَيّامُنا الأُوَلُ
- دَعا شَوقُهُ يا ناصِرَ الشَوقِ دَعوَةً ** فَلَبّاهُ طَلُّ الدَمعِ يَجري وَوابِلُه
- أُحَدِّثُ أني قَد سَلَوتُ وَكُلَّما ** تَذَكَّرتُها كَانَ الفُؤادُ يَطيرُ
- فلستُ بمُبتاعِ الحياةِ بذلَّةٍ ** ولا مرتقٍ من خشيةِ البينِ سلَّما
- وكلُّ حصنٍ وإنْ طالتْ سلامتُهُ ** على دعائمهِ لا بُدَّ مهدومُ
- هَوًى كُلَّما عادَتْ مِنَ الشَّرْقِ نَفْحَةٌ ** أَعادَلِيَ الشَّوْقَ الَّذي كَانَ أَبْداهُ
- فنفسكَ أكرمْها فإنَّكَ إنْ تهنْ ** عليكَ فلنْ تلقى لها الدَّهرَ مكرما
- ألا أرقتْ عيني فبتُّ أديرُها ** حذارَ غدٍ أحجى بأنْ لا يضيرُها
- مُنعمةٌ لَو يُصبِحُ الذرُّ سارياً ** عَلى جِلدِها بَضّت مَدارِجُهُ دَما
- فَلا يُبعِدِ اللَّهُ الشَّبابَ وَقَولنا ** إِذا ما صَبَونا صَبوةً سَنَتوبُ
- سَعَت عَقرَبا صُدغيهِ في صَحنِ خَدِّهِ ** فَهُنَّ لِقَلبي سالِباتٌ لَواسِبُ
- أراك خليلاً قد عزمت التجنبا ** وقطعت أوتارَ الفؤادِ المحجبا
- فَتَصطادُ الرجالَ إِذَا رَمَتْهُمْ ** وأَصْطادُ المُخَبَّأَةَ الكَعابَا
- ومَليحةِ الشكوى إليَّ مليحةٌ ** من صرفِ أيام لهن دَبِيبُ
- جلونَ شفوفاً عن شُنوف ونَقَّبتْ ** براقعَها تلك العيونُ اللوامحُ
- يقولُ رجالٌ لا يضيركَ نأيها ** بلى كلُّ ما شفَّ النفوسَ يضيرُهَا
- يقولُ رجالٌ لا يضيركَ نأيها ** بلى كلُّ ما شفَّ النفوسَ يضيرُهَا
- أَجَدَّ الرَكبُ بعدَ غَدٍ خُفوفُ ** وأضحَت لا تواصِلُكَ الألوفُ
- دارٌ لِبَيضَاءِ العَوَارِضِ طَفْلَةٍ ** مَهْضُومَةِ الكَشْحَينِ رَيّا المِعْصَمِ
- عَرَفْتُ الدّارَ قَدْ أَقْوَتْ سِنِينا ** لِزَيْنَبَ إذْ تَحِلّ بِهَا قَطِينَا
- يَوَدّ الفتى طُولَ السّلامَةِ والغِنَى ** فَكيْفَ تُرى طُولُ السّلاَمَةِ يَفْعَلُ
- بَكَرَتْ لِتُحْزِنَ عَاشِقاً طَفْلُ ** وَتَبَاعَدَتْ، وَتَجَذّمَ الوَصْلُ
- أَمِنْ رَسْمِ دَارٍ ماءُ عَيْنِكَ يَسْفَحُ ** غَدَا، مِنْ مُقامٍ، أَهْلُهُ، وَتَرَوّحُوا
- فَحُورٌ قَدْ لَهَوْتُ بِهِنّ حِيناً ** نَوَاعِمُ في المُرُوطِ، وفي الرِّيَاطِ
- أَقِلّي عليّ اللّوْمَ يا ابنَةَ مُنْذِرِ ** ونامي، فإن لم تَشْتَهِي النّوْمَ فاسْهَرِي
- أَمَرْتُهُمُ أَمْرِي بِمُنْعَرَجِ اللِّوَى ** فَلَمْ يَسْتَبينوا النّصْحَ إلاّ ضُحَى الغَدِ
- وَساحِرةِ العَيْنَيْن لا تعرف السِّحْرا ** تُواصِلُني سِراً وتقتلني جَهْرا
- أُحِبُّ الَّتي صَدَّتْ وَقالَتْ لتِرْبِها: ** دَعيهِ الثُّريَّا مِنْهُ أَقْرَبُ مِنْ وَصْلي
- تَبَدّتْ لَنَا كالشّمْسِ تَحْتَ غَمَامَةٍ ** بَدَا حَاجِبٌ مِنْهَا، وَضَنَّتْ بِحَاجِبِ
- تَذَكّرَ بَعْدَمَا شَطّتْ نُجودَا ** وَكَانَتْ تَيّمَتْ قَلبي وَلِيدَا
- لَعَمْرُ أَبِيكَ الخَيْرِ حَقّاً لَمَا نَبا ** عَلَيَّ لِسَاني في الخُطُوبِ ولا يَدِي
- وَلجّ بِكَ الهجْرانُ، حتَّى كَأنّما ** تَرَى المَوْتَ في البَيْتِ الذي كُنْتَ تَأْلَفُ
- هَامَ الفُؤادُ بِذِكْرِهِنّ، وقد مَضَتْ ** بِاللّيْلِ أَجْنِحَةُ النجومِ، فَمَالا
- كَذَبْتُمُ، وَبَيْتِ اللَّهِ، حتى تُعالجوا ** قَوادِمَ حَربٍ لا تلِينُ ولا تَمري
- تَغَيّرَ الرّسْمُ من سَلمى بِأَحْفَارِ ** وَأَقْفَرَتْ من سُليمى دِمْنَةُ الدّارِ
- كَأَنَّ عَلَيها كُلَّ عِقدٍ مَلاحَةً ** وَحُسناً وَإِن أَمسَت وَأَضحَت بِلا عِقدِ
- خَبَرٌ جَلا صَدَأَ القُلوبِ ضِياؤُهُ ** إِذ لاحَ أَنَّ الصِدقَ مِنهُ نَهارُ
- لَحِقنا بِأُخراهُم وَقَد حَوَّمَ الهَوى ** قُلوباً عَهِدنا طَيرَها وَهيَ وُقَّعُ
- لَولا العُيونُ وَتُفّاحُ الخُدودِ إِذاً ** ما كانَ يَحسُدُ أَعمى مَن لَهُ بَصَرُ
- أَما كَفى البَينُ أَن أُرمى بِأَسهُمِهِ ** حَتّى رَماني بِلَحظِ الأَعيُنِ النُجُلِ
- لا وصلَ إذ صرمتْ هندٌ ولو وقفتْ ** لاستفتنتني وذا المسحينِ في القوسِ
- إنّي إذا بسطَ الرّماةُ لغلوِهم ** عندَ الحفاظِ غلوتُ كلَّ مغالِي
- ما هاجَ شوقكَ من رسومِ ديارِ ** بلوَى عنيقٍ أو بصلبِ مطارِ
- أغرَّكِ منّي أنَّما قادَنِي الهوَى ** إليكِ وما عهدٌ لكنَّ بدائمِ
- فإنَّ التي ضرتكَ لوْ ذقتَ طعمها ** عليكَ منَ الأعباءِ يومَ التخاصمِ
- أنا الضامنُ الراعي عليهمْ وإنما ** يدافعُ عنْ أحسابهمْ أنا أوْ مثلي
- حبيباً دعا والرملُ بيني وبينهُ ** فأسمعني سقياً لذلكَ داعيا
- تظلُّ المخدراتُ لهُ سجوداً ** حمى الطرقَ المقانبَ والتجارا
- وإنّي لأهواها وأهوى لُقِيَّها ** كما يشتهي الصادي الشرابَ المبرَّدا
- أفاتكةَ الألحاظ ناسكةَ الهوى ** وَرِعْتِ ولكنْ لَحْظُ عَيْنِكِ خاطئُ
- مَضى مَن كانَ يَحمِلُ كُلَّ ثِقلٍ ** وَيَسبِقُ فَضلُ نائِلِهِ السُؤالا
- وَقَد تَألَفُ العَينُ الدُجى وَهوَ قَيدُها ** وَيُرجى شِفاءُ السَمِّ وَالسَمُّ قاتِلُ
- يا بيتَ عاتِكةَ الذي أتعَزَّلُ ** حذَرَ العِدى وبهِ الفؤادُ مُوَكَّلُ
- هامَ الفُؤادُ بِأَعرابِيَّةٍ سَكَنَت ** بَيتاً مِنَ القَلبِ لَم تَمدُد لَهُ طُنُبا
- سَأَعُدُّ ما أَلقى فَإِن كَذَّبتِني ** فَسَلي الدُموعَ فَإِنَّها لا تَكذِبُ
- هل أقالَ الحِمامُ عَثرَةَ حَيٍّ ** أم عدا سهمُهُ فؤادَ رَميِّ
- سَقى اللَّهُ عَيناً عَذبَةَ الدَّمعِ أَن بَكَتْ ** حظاراً بها للجسم قلبٌ مُتَيّمُ
- غُرَّتْ بترجيمِ الظنون فأخطأتْ ** والظنُّ يُخطِئُ مرةً ويُصيبُ
- فَلا يَسمَعَن سِرّي وَسِرَّكِ ثالِثٌ ** أَلّا كُلُّ سِرٍّ جاوَزَ اِثنَينِ شائِعُ
- أزورُ بيوتاً لاصِقاتٍ ببيتِها ** ونفسيَ في البيتِ الذي لا أزورُ
- أهُمُّ لأنسى ذِكرَها فيشُوقُني ** رفاقٌ إلى أهلِ الحجازِ نَوازِعُ
- إنَّ السماءَ لنا عليكَ نجومها ** والشمسَ مشرقةً وكلَّ هلالِ
- يَموتُ الهَوى مِنّي إِذا ما لَقيتُها ** وَيَحيا إِذا فارَقتُها فَيَعودُ
- عَلَيَّ نَحتُ القَوافي مِن مَقاطِعِها ** وَما عَلَيَّ لَهُم أَن تَفهَمَ البَقَرُ
- كَأَنَّ سُقوطَ القَطرِ فيها إِذا اِنثَنى ** إِلَيها سُقوطُ اللُؤلُؤِ المُتَحَدِّرِ
- فكيفَ تلومُ النَّفسَ فيما هجرتَها ** وللقلبُ فيما لمتَها كانَ أذنَبا
- منعَّمةٌ يُصبي الحليمَ كلامُها ** تمايلُ في الرُّكنينِ منها تبختُرا
- أنارٌ بدتْ بينَ المسنَّاةِ والحِمى ** لعينكَ أم برقٌ تلألأ لامِعُ
- بعينيكَ زالَ الحيُّ منها لنيَّةٍ ** قذوفٍ تشوقُ الآلفَ المتطرِّبا
- كلفتُ بها لا حبَّ من كان قبلها ** وكلُّ محبٍّ لا محالةَ آلفُ
- أجدَّكَ شاقتكَ الحمولُ البواكرُ ** نعمْ ثمَّ لمْ يعذركَ بالبينِ عاذِرُ
- صحا القلبُ عنْ ذكرِ الصِّبا غيرَ أنَّني ** تذكرني ليلى البروقُ اللَّوامِحُ
- مَابَالُ دَفِّكَ بالفِراشِ مَذِيلا ** أَقَذىً بِعَيْنِكَ أَمْ أَرَدْتَ رَحيلا
- عسى للصّبا عِلْمٌ برَسْمِ المعالمِ ** فَتُبْرِدَ حَرّاً من صَبَابَةِ هائمِ
- أحبُّكِ إنَّ الحبُّ داعيةُ الهوَى ** وقدْ كادَ ما بينِي وبينكِ يبرَحُ
- إلى اللهِ أشكوُ أنَّ بالغورِ حاجةً ** وأخرى إذا أبصرتُ نجداً بدا ليا
- أُعَلِّمُه الرمايَة كُلَّ يَومٍ ** فَلَمّا اشتدَّ ساعِدهُ رَماني
- وَحورٍ قد خَزَرتُ لهن طَرفي ** لذيذاتٍ المَودَّةِ والعِناقِ
- هاجَ لكَ الشَّوقُ من ريحانَة الطَّربا ** إذْ فارقتكَ وأمستْ دارُها غرَبا
- طربتَ وعنّاك الهوى والتَّطرُّبُ ** وعادتكُ أحزانٌ تشوقُ وتنصبُ
- وَلَمّا رَأَيتُ الشَوقَ مِنّي سَفاهَةً ** وَأَنَّ بُكائي عَن سَبيلِيَ شاغِلي
- سَألْتُ فلمْ تكُلِّمْني الرُّسومُ ** فَظَلْتُ كأنَّني فيها سَقِيمُ
- كلَّفَني القَلبُ فَلَم أَجهَلِ ** عَهدَ الصِبا في الساِفِ الأَولِ
- زهرن فاعْجَبْ لروض ماله زَهَرُ ** إِلا المباسِمُ والأَلحاظُ والطُّرَرُ
- وما عنْ قلًى هجرانُها غيرَ أنَّهُ ** عداني ارتقابي قومَها وارتقابُها
- وقدْ كنتُ لا حبٌّ كحبِّي مضمرٌ ** يعدُّ ولا إلفٌ كما كنتُ آلفُ
- فقلتُ لها أُوبي فقدْ فاتنا الصِّبا ** وآذنَ ريعانُ الشَّبابِ فأدبَرا
- ألا يا اسلمي ذاتَ الدَّماليجِ والعقدِ ** وذاتَ الثَّنايا الغرِّ والفاحمِ الجعْدِ
- ماذا تذكَّرُ مِن هنيدةَ بعدَما ** قطعَ التَّجنُّب هاجَ مَن يتذكَّرُ
- يقرُّ بعيني أنْ أرى البرقَ نحوَها ** يلوحُ لنا أوْ أنْ تهبُّ جنُوبُ
- والباذلينَ نفوسهم لنبيِّهم ** يومَ الهياجِ وقبَّةِ الجَبَّارِ
- هلْ حبلُ رملةَ قبلَ البينِ مبتورُ ** أمْ أنتَ بالحلمِ بعدَ الجهلِ معذورُ
- وَحورٍ قد خَزَرتُ لهن طَرفي ** لذيذاتٍ المَودَّةِ والعِناقِ
- طحا بكَ قلبٌ في الحسانِ طروبُ ** بعيدَ الشبابِ عصرَ حَانَ مشيبُ
- كأنَّ ذكيَّ المسكِ باللَّيلِ ريحُهُ ** يصفقُ في إبريقِ جعدٍ منطقِ
- هلاَّ يهيجُ شوقكَ الطَّلَلُ ** أمْ لا يفرّطُ شيخَكَ الغَزَلُ
- ذهبتَ من الهجرانِ في غيرِ مذهبِ ** ولمْ يكُ حقاً طولُ هذا التجنبِ
- يَلحى عَلى ذاكَ أَصحابي فَقُلتُ لَهُم ** ذاكُم زَمانٌ وَهَذا بَعدَهُ عُصُرُ
- وقدْ كانَ أيَّامُ الغواني ضمانةً ** منَ الدَّاءِ يعيا بالشِّفاءِ طبِيبُها
- ينطقنَ معروفاً وهنَّ نواعمٌ ** بيضُ الوجوه نواعُم الأجسادِ
- بانَ الخليطُ فهالتكَ التَّهاويلُ ** والشَّوقُ محتضرٌ والقلبُ متبولُ
- سَلا كُلُّ ذي وُدٍّ عَلِمتُ مَكانَهُ ** وَأَنتَ بِها حَتّى المَماتِ مُوَكَّلُ
- هلْ للشَّبابِ الذي قدْ فاتَ مردودُ ** أمْ هلْ لرأسكَ بعدَ الشَّيبِ تجدِيدُ
- منازلَ هندٍ ليتَ أنِّي لمْ أكنْ ** عهدتُ بها هنداً ولمْ أدرِ ما هِيا
- غدتْ عذَّالتايَ فقلتُ مهلاً ** أفي وجدٍ بليلى تعذُلاني
- نأتكَ أمامَةُ إلا سؤالا ** وإلاَّ خيالاً يوافي خيالا
- ألا صرمتْ حبائلنا جنوبُ ** ففرعنا ومالَ بها قضيبُ
- لمنِ الديارُ بتولعٍ فيبوسِ ** فبياضُ ريطةَ غيرُ ذاتِ أنيسِ
- أرقتُ لبرقٍ آخرِ الليلِ دونهُ ** رضامٌ وهضبٌ دونَ رمانَ أفيحُ
- يا عينُ بكي توبةَ بن الحميرِ ** بسحٍّ كفيضِ الجدولِ المتفجرِ
- أناةٌ عليها لؤلؤٌ وزبرجدٌ ** ونظمٌ كأجوازِ الجرادِ مفصلُ
- بِمَحْبِسَنا الكَتائِبَ إنَّ قَوْمِي ** لهُمْ زَنْدٌ غَداةَ النَّاسِ واري
- أحقّاً أنَّ جيرتَنا استقلُّوا ** فنيَّتنا ونيَّتهم فريقُ
- نأتكَ سليمى دارَها لا تزورُها ** وشطَّ بها عنكَ النَّوى وأميرُها
- ألا يا بيتُ بالعلياءِ بيْتُ ** ولولا حبُّ أهلكَ ما أتيْتُ
- أنا ابنُ جَلا وطلاّعِ الثَّنايا ** متى أضعِ العمامةَ تعرفوني
- أَرِقتُ لِبَرقٍ دونَهُ شَدَوانِ ** يَمانٍ وَأَهوى البَرقَ كُلَّ يَمانِ
- دعانيَ أُعطِ الحبَّ فضلَ مقادتي ** ويقضي عليَّ الوجد ما كان قاضيا
- أَمُسْتَعْبِرٌ بالدارِ يبكي من الهوى ** أم آخرُ يبكي شَجوَهُ ويَهيمُ
- بأطيبَ من فيها وما ذقتُ طعمَهُ ** ولكنّني بالطيرِ والناسِ عارفُ
- وفي ضُلوعِكَ قَلبٌ حَشوُهُ هِمَمٌ ** وبَينَ عَينَيكَ عَزمٌ نَوْمُهُ سَهَرُ
- إنَّ المها تُمْهي سيوفَ جفونها ** فَحَذارِ منها لو يُطاقُ حِذارُ
- حبيبٌ إلى البِيضِ الأوانسِ نازلٌ ** ليَ الجاهُ من ألبابِها كلَّ منزِلِ
- ما ضرَّ جيرانَنا إذا انتجَعوا ** لو أنّهمْ قبلَ بينِهمْ ربَعُوا
- أمَنْزلَتَيْ مَيٍّ على القِدَمِ اسْلَما ** فقدْ هِجْتُما للشوقِ قَلباً مُتيَّما
- أفي كلِّ يومٍ حَبَّةُ القلبِ تُقرَعُ ** وعيني لبَينٍ من ذوي الوُدِّ تَدمَعُ
- وإِنَّ طَبِيباً يَشعَبُ القَلبَ بَعدَما ** تَصَدَّعَ مِن وَجدٍ بِهَا لَكَذوبُ
- إِذا غَدَرَت حَسناءُ وَفَّت بِعَهدِها ** فَمِن عَهدِها أَن لا يَدومَ لَها عَهدُ
- مَن كانَ فَوقَ مَحَلِّ الشَمسِ مَوضِعَهُ ** فَلَيسَ يَرفَعُهُ شَيءٌ وَلا يَضَعُ
- هَل في تَذَكُّرِ أَيّامِ الصِبا فَنَدُ ** أَم هَل لِما فاتَ مِن أَيّامِهِ رِدَدُ
- وَتَبسِمُ عَن عَذبِ اللِثاتِ كَأَنَّهُ ** أَقاحي الرُبى أَضحى وَظاهِرُهُ نَدِ
- وَكُلُّ مُحِبٍّ أَحدَثَ النَأيُ عِندَهُ ** سَلُوَّ فُؤادٍ غَيرَ حُبِّكِ ما يَسلو
- إِذا أَنا عَزَّيتُ الفُؤادَ عَنِ الصَبا ** أَبَت عَبَراتٌ بِالدُموعِ تَفوقُ
- يا دارَ مَيَّةَ بِالعَلياءِ فَالسَنَدِ ** أَقوَت وَطالَ عَلَيها سالِفُ الأَبَدِ
- هامَ الفُؤادُ بِأَعرابِيَّةٍ سَكَنَت ** بَيتاً مِنَ القَلبِ لَم تَمدُد لَهُ طُنُبا
- وَلا تَحسَبَنَّ المَجدَ زِقّاً وَقَينَةً ** فَما المَجدُ إِلّا السَيفُ وَالفَتكَةُ البِكرُ
- تعريتُ من قلبي الذي كان ضاحكاً ** فما ألْبَسُ الأجفْانَ إلا بواكيا
- للأقاحي بفيكِ نَوْرٌ ونورُ ** ما كذا تَسْنَحُ المهاةُ النّفُورُ
- يا للرجالِ لهَمٍّ باتَ يسلبُني ** لُبِّي ويَحلُبُ عيني دِرّةً هَمَلا
- هل أقالَ الحِمامُ عَثرَةَ حَيٍّ ** أم عدا سهمُهُ فؤادَ رَميِّ
- أَلا كُلُّ شَيءٍ ما خَلا اللَهَ باطِلُ ** وَكُلُّ نَعيمٍ لا مَحالَةَ زائِلُ
- إِذا قُلتَ فَاِعلَم ما تَقولُ ولا تَكُن ** كَحاطِبِ لَيلٍ يِجمَعُ الدِقَّ والجَزلا
- فَوَاللهِ ما أَدري أَأَلحُبُّ شَفَّهُ ** فَسُلَّ عَلَيهِ جِسمُهُ أَم تَعَبَّدا
- تَصَيَّدُ أَلبابَ الرِجالِ بِأُنسِها ** وَيَقتُلُهُم مِنها التَدَلُّلُ وَالنَغمُ
- يفلِّجنَ الشِّفاهَ عن أقحوانٍ ** جلاهُ غبَّ ساريةٍ قطارُ
- وَلا خيرَ فِي حِلمٍ إِذَا لَم تَكُن لَهُ ** بَوَادِرُ تَحمي صَفوَهُ أَن يُكَدَّرا
- وَفي الحُدوجِ عَروبٌ غَيرُ فاحِشَةٍ ** رَيّا الرَوادِفِ يَعشى دونَها البَصَرُ
- أُعاذِلَ قَومي فَاِعذُلي الآنَ أَو ذَري ** فَلَستُ وَإِن أَقصَرتِ عَنّي بِمُقصِرِ
- أسائلةٌ عميرةُ عن أبيها ** خلالَ الجيشِ تعترفُ الرِّكابا
- وعدتكَ ثمَّتَ أخلفتْ موعودها ** ولعلَّ ما منعتكَ ليسَ بضائرِ
- وغيَّرها ما غيَّر النَّاسَ قبلها ** فبانتْ وحاجاتُ النُّفوسِ تصيبها
- فَما بَلَغَت كَفُّ اِمرِئٍ مُتَناوِلٍ ** مِنَ المَجدِ إِلّا حَيثُ ما نِلتَ أَطوَلُ
- طربتُ وهاجَ الشَّوقُ منّي وربَّما ** طربتُ فأبكاني الحمامُ الهواتفُ
- إِنَّ الخَليطَ أَجَدَّ البَينَ فَاِنفَرَقا ** وَعُلِّقَ القَلبُ مِن أَسماءَ ما عَلِقا
- كَأَنَّ عَيني وَقَد سالَ السَليلُ بِهِم ** وَعَبرَةٌ ما هُمُ لَو أَنَّهُم أَمَمُ
- وَما المَرءُ إِلّا كَالشِهابِ وَضَوئِهِ ** يَحورُ رَماداً بَعدَ إِذ هُوَ ساطِعُ
- زُجَلٌ وَرُفِّعَ في ظِلالِ حُدوجِها ** بيضُ الخُدودِ حَديثُهُنَّ رَخيمُ
- رأيتَ المنايا شارعاتٍ فلا تكنْ ** لها سنناً نصباً وخلِّ مجالَها
- صفوحٌ فما تلقاكَ إلاَّ بخيلَةً ** فمنْ ملَّ مِنها ذلكَ الوصلَ ملَّتِ
- قامَتْ تُريكَ شَتيتَ النبْتِ ذا أشُرٍ ** كأنّهُ من سَواري صيِّفٍ برَدُ
- _- معلقة : لبيد بن ربيعة
- يا سائلي عن سرِّ من أَحْبَبْتُهُ ** السرُّ عندي مَيِّتُ الإِحياءِ
- وفي الهوادجِ غزلانٌ منعَّمةٌ ** تحكي الزَّبرجدَ والياقوتَ والذَّهَبا
- هل أنتَ مطيعِي أيَّها القلبُ عنوةً ** ولم تلحُ نفْساً لم تلَمْ في احتيالِها
- يلومكَ في ليلَى وعقلكَ عندَها ** رجالٌ ولم تذهبْ لهمْ بعقولِ
- وَأَهْوَنُ مَا لاَقَيْتَ مَا عَزَّ دَفْعُهُ ** وَقدْ يَصْعُبُ الأَمْرُ الأَشَدُّ فَيَسْهُلُ
- تَعَجَّبُ مِنْ شَوْقِي وَما طالَ نَأْيُها ** وغَيْرُ حَبِيبِ النَّفْسِ مَنْ لا يَشُوقُها
- لا قَلبَ لي فأَعي المَلامَ فانَّني ** أَودَعته بالأَمسِ عند مودِّعي
- وَميَّلكَ الواشي إِلى الصَدِّ وَالنَوى ** وَلا عَجَبٌ لِلغُصنِ أَن يَتَميَّلا
- تَذَكَّرتَ حُبّي وَاِعتَراكَ خبالُها ** وَهَيهاتَ حُبّي لَيسَ يُرجى وِصالُها
- لَياليَ نَلهو بالشَبابِ وَنتَّقي ** العيونَ وَلا نُفشي الحَديثَ المكَتَّما
- صحا القلبُ عن سلمى وملَّ العواذلُ ** وما كادَ لأياً حبُّ سلمى يزايلُ
- خَليلَيَّ مُرّا بي عَلى أُمِّ جُندَبِ ** نُقَضِّ لُباناتِ الفُؤادِ المُعَذَّبِ
- فَإِنَّ القَريبَ مَن يُقَرِّبُ نَفسَهُ ** لَعَمرُ أَبيكَ الخَيرَ لا مَن تَنَسَّبا
- طَرِبتَ وَهاجَتكَ الظِباءُ السَوارِحُ ** غَداةَ غَدَت مِنها سَنيحٌ وَبارِحُ
- مِن رِجالٍ كانوا جِبالاً بُحوراً ** فَهُمُ اليَومَ صُحبُ آلِ ثَمودِ
- هَل عِندَ عَمرَةَ مِن بَتاتِ مُسافِرِ ** ذي حاجَةٍ مُتَرَوَّحٍ اَو باكِرِ
- ذَهَبَ الشَبابُ وَفاتَ مِنّي ما مَضى ** وَنَضا زُهَيرَ كَريهَتي وَتَبَطُّلي
- أَجارَتَنا هَل لَيلُ ذي البَثِّ راقِدُ ** أَمِ النَومُ إِلّا تارِكاً ما أُراوِدُ
- أَبِالصُرمِ مِن أَسماءَ حَدَّثَكَ الَّذي ** جَرى بَينَنا يَومَ اِستَقَلَّت رِكابُها
- وَحَديثَها الحَسَنُ الجَميلُ وَعَقلَها ** ذاكَ الأَصيلُ إِذا أَرَدتَ مِحالَها
- مُقنِعَةً في اِعتِدالِ الخَلقِ خَرعَبَةً ** تَكسو التَرائِبَ ياقوتاً وَمرجانا
- إِنّي اِمروءٌ لَم يَخُن وُدّي مُكاذَبَةٌ ** وَلا الغِنى حِفظَ أَهلِ الوُدِّ يُنسيني
- فقُلْتُ لهَا إلاّ تَنَاهَى فَإنَّني ** أخُو النكرِ حتَّى تَقْرعِي السِنَّ مِنْ نَدَمْ
- مُنعَّمةٌ لمْ تلْقَ في العيْشِ تَرْحَةً ** ولَمْ تلْق بُؤْساً عنْدَ ذاكَ فتَجْزَعا
- أمنْ ريحانَةَ الداعِي السَميْعُ ** يُؤَّرِّقُنِي وأَصحَابِي هُجُوعُ
- كَأَنَّ مُثارَ النَقعِ فَوقَ رُؤُسِهِم ** وَأَسيافَنا لَيلٌ تَهاوى كَواكِبُه
- يُمضي لك السيفُ ما تَنْويهِ والقلمُ ** وَيَسْتَقِلّ برضوَى هَمُّكَ الجَمَمُ
- صرمتكَ جمرةُ واستبدَّ بدارها ** وعدتْ عوادي الحربِ دونَ مزارها
- ما لي بِعادِيَةِ الأَيّامِ مِن قِبَلِ ** لَم يَثنِ كَيدَ النَوى كَيدي وَلا حِيَلي
- هِيَ السِحرُ إِلّا أَنَّ لِلسِحرِ رُقيَةً ** وَإِنِّيَ لا أُلفي لَها الدَهرَ راقِيا
- عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ ** وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
- وبُدّلَتْ مِنْ أَهْلِها وُحوشاً ** وغَيّرَتْ حَالَها الخُطُوبُ
- ما مثلُ قَوْمِي قومٌ، إذا غَضِبُوا ** عِنْدَ قِرَاعِ الحُرُوبِ، تَنْصَرِفُ
- جَمُوعُ خِلالِ الخَيْرِ مِنْ كُلّ جَانِبٍ ** إذا حَالَ مَكْرُوهٌ بِهِنّ ذَهُوبُ
- نظرْتُ وصُحبَتي بقصورِ حَجْرٍ ** برَيّا الطرْفِ غائرةَ الحِجاجِ
- تَميحُ بِمِسواكِ الأَراكِ بَنانُها ** رُضابَ النَدى عَن أُقحُوانٍ مُفَلَّجِ
- لَقَد طالَبتُها وَلِكُلِّ شَيءٍ ** وَإِن طالَت لَجاجَتُهُ اِنتِهاءُ
- نأتْكَ أمامَةُ إلاَّ سُؤالا ** وأعقبكَ الهجرُ منها الوِصَالا
- ألم ترها تريكَ غداةَ بانَتْ ** بملءِ العينِ منْ كرَمٍ وحُسْنِ
- كأنَّ سنا ناديهمَا كلَّ شتوةٍ ** سنَا البرقِ يبدو للعيونِ النواظِرِ
- أمِن آلِ ليْلى عرفتَ الديارا ** بحيثُ الشقيقُ خلاءُ قفارا
- هل بالمنازلِ إنْ كلمتها خرسُ ** أمْ ما بيانُ أثافٍ بينَها قبسُ
- أبينتَ رسمَ الدَّار أمْ لم تبينِ ** لسلمى عفتْ بينَ الكلابِ وتيمنِ
- ذكرتُ الصِّبا فانهلَّتِ العينُ تذرفُ ** وراجعكَ الشَّوقُ الذي كنتَ تعرفُ
- تسبي القلوبَ فمنْ زوَّارها دنفٌ ** يعتدُّ آخرَ دنياهُ ومقتولُ
- يكادُ القلبُ من طربٍ إليهمْ ** ومن طولِ الصَّبابةِ يُستطارُ
- ألا يا لقومٍ والسفاهةُ كاسمها ** أعائدتي من حبِّ سلمى عوائدي
- قفي نسألكِ هلْ أحدثتِ صرماً ** لوشكِ البينِ أم خنتِ الأمينا
- ما هاجَكَ اليومَ من رسمٍ وأطلالِ ** منها مبينٌ ومنها دارسٌ بالِ
- ألا صرمتُ منْ سلْمَى الزمامَا ** ولمْ تنجدْ لمَا يبغَى قواما
- أمنْ منزلٍ عافٍ ومنْ رسمِ أطلالِ ** بكيتُ وهلْ يبكي منَ الشَّوقِ أمثالي
- ألا عتبتْ عليَّ اليومَ عِرسي ** وقدْ هبَّتْ بليلٍ تشتَكيني
- إذا أنتَ حمَّلتَ الخؤونَ أمانةً ** فإنَّكَ قدْ أسندْتها شرَّ مسندِ
- فيهنَّ هندٌ وقدْ هامَ الفؤادُ بها ** بيضاءُ آنسةٌ بالحسنِ موسومَهْ
- أيَّتها النَّفسُ أجمِلي جزعا ** إنَّ الذي تحذرينَ قد وقعا
- هلْ عاجلٌ منْ متاعِ الحيِّ منظورُ ** أمْ بيتُ دومةَ بعدَ الإلفِ مهجورُ
- أَلا أَيُّها القَلبُ المُقيمُ عَلى الهَوى ** إِلى أَيِّ حينٍ مِنكَ هَذا التَصَدُّدُ
- وَحَسناءَ لَم تُحسِن صَنيعاً وَرُبَّما ** صَبَوتُ إِلى حَسناءَ سَيءٌ صَنيعُها
- عَلاقَةُ حُبٍّ كُنتُ أَكتُمُ بَثَّها ** إِلى أَن أَذاعَتها الدُموعُ الهَوامِعُ
- هاجَ رَسمٌ دارِسٌ طَرَباً ** فطويلا ظَلتَ مُكتَئِبا
- وتبسمُ عنْ غرِّ الثنايا مفلجٍ ** كنورِ الأقاحِي في دماثِ الشقائقِ
- كأنَّما يومِي حولٌ إذا ** لمْ أشهدِ اللهوَ ولمْ ألْعَبِ
- توقفتُ في دارِ الجميعِ وقدْ ** جالتْ شؤونُ الرأسِ بالدمعِ
- قاتلَها اللهُ تلْحاني وقد علمتْ ** أنِّي لنفسيَ إفسادي وإصلاحي
- أَلَم تَعلَما أَنَّ المَلاَمَةَ نَفعُها ** قَلِيلُ إِذَا ما الشَيءُ وَلّى فَأَدبَرا
- تَذَكَّرتُ وَالذّكرَى تُهيِّجُ للفَتَى ** وَمِن حَاجَةِ المَحزُونِ أَن يَتَذَكَّرا
- فإنكَ بعد اللهِ أنتَ أميرُها ** وقنعانها في كلِّ خوفٍ ومرغبِ
- شطّتْ بجمرةَ دارٌ بعدَ إلمامِ ** نأيُّ وطولُ بعادٍ بينَ أقوامِ
- قَذىً بِعَينِكِ أَم بِالعَينِ عُوّارُ ** أَم ذَرَفَت إِذ خَلَت مِن أَهلِها الدارُ
- أسألتني بركائبٍ ورحالها ** ونسيتِ قتلَ فوارسِ الأرباعِ
- أتهجرُ أمْ لا اليومَ من أنتَ عاشقهْ ** ومن أنتَ مشتاقٌ إليهِ وشائقُهْ
- إنِّي على رغمِ الوشاةِ لقائلٌ ** سقى الجارتينِ العارضُ المتهلِّلُ
- منازلُ من هندٍ وكان أميرها ** إذا ما أحسَّ القيظَ تلكَ مصايرهْ
- وإذ هيَ عذبةُ الأنيابِ خودٌ ** تُعيشُ بريقها العطشَ المجودا
- ألم تعلمي والعلمُ ينفعُ أهلهُ ** وليسَ الذي يدري كآخرَ لا يدري
- سَحَرت وَقَد قَتَلت لِحاظ جُفونُه ** أَوَما كَفاها القَتل حَتّى تَسحَرا
- أَعوامُ وَصلٍ كانَ يُنسي طولَها ** ذِكرُ النَوى فَكَأَنَّها أَيّامُ
- كمْ منْ جميعِ الشمْلِ ملْتَئِمِ الهَوى ** كانوا كذلكَ قبلَهمْ فتصدَّعُوا
- الصمت خنقا
- يُريكَ هُدى الطَريقِ وَلا تَعَنّى ** وَقَد يَشفي العَمى خُبرُ الهُداةِ
- أَلا يا لِقَلبٍ قَد أَشَتَّ بِهِ الهَوى ** ذَرِ الشَوقَ لا يَذهَب بِكَ الشَوقُ مَذهَبا
- هُوَ العَسَلُ الماذِيُّ حِلماً وَشيمَةً ** وَلَيثٌ إِذا لاقى العُداةَ قَطوبُ
- أَمَا وَالْهَوى يَوْمَ اسْتَقَلَّ فَريقُها ** لَقَدْ حَمَّلَتْني لَوْعَةً لا أُطيقُها
- أَيَا بَيْنُ ما سُلِّطْتَ إلاّ عَلَى ظُلْمي ** وَيَا حُبُّ ما أَبْقَيْتَ مِنّي سِوى الْوَهْمِ
- وَإِنّي بِما بَينَ الضُلوعِ مِن امرىءٍ ** إِذا ما تَنازَعنا الحَديثَ لعارِفُ
- يا دارَ عمرةَ منْ محتلِّهَا الجرعَا ** هاجَتْ لي الهمَّ والأحزانَ والوجعَا
- هل للعواذلِ من ناهٍ فيزجرها ** إن العواذلَ منها الجور واللسنُ
- لعلَّكَ مشتاقُ ومبدٍ صبابةً ** ومظهرُ شكوًى إن أناسٌ تفرَّقوا
- علقتُ الهوى منها وليداً فلم يزلْ ** إلى اليومِ ينمي حبُّها ويزيدُ
- إنّ طُولَ الحياةِ غَيْرُ سُعودِ ** وَضَلالٌ تأميلُ طُولِ الخلودِ
- أَلاَ لا أَرى الأيّامَ يُقضَى عَجِيبُها ** بِطولٍ، وَلاَ الأحداثَ تُفْنى خُطُوبُها
- معلقة الحارث بن حلزة اليشكري
- لمنِ الدِّيارُ عفونَ بالحبسِ ** آياتها كمهارقِ الفرسِ
- مالَنا كُلُّنا جَوٍ يا رَسولُ ** أَنا أَهوى وَقَلبُكَ المَتبولُ
- صَحا القَلبُ عَن سَلمى وَأَقصَرَ باطِلُه ** وَعُرِّيَ أَفراسُ الصِبا وَرَواحِلُه
- إِنَّ الخَليطَ أَجَدَّ البَينَ فَاِنفَرَقا ** وَعُلِّقَ القَلبُ مِن أَسماءَ ما عَلِقا